قوله تعالى : ( وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ ) [ ٣ / ١٩٤ ] على هذه صلة للوعد ، أي وعدتنا على تصديق
رسلك. وقيل : معناه على ألسنة رسلك ، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف أي ما وعدتنا
منزلا على رسلك ، والموعود هو الثواب أو النصر على الأعداء ـ كذا ذكره الشيخ أبو
علي.
قوله تعالى : ( تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ ) [ ٣ / ٦٤ ] هو أمر بفتح اللام وربما ضمت مع جمع المذكر
السالم لمجانسة الواو وكسرت مع المؤنث. قال بعض اللغويين : « تَعَالَ » فعل أمر من الارتفاع ، وأصله أن الرجل العالي كان
ينادي السافل فيقول : « تعال » ثم كثر في كلامهم حتى استعمل بمعنى عام ، سواء كان
المدعو أعلى أو أسفل أو مساويا ، وتتصل به الضمائر باقيا على فتحه تقول : تَعَالَ يا رجل ، بفتح اللام وللمرأة تَعَالَيْ وللمرأتين تَعَالَيَا وللنسوة
تَعَالَيْنَ.
قوله تعالى : ( إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) [ ٨٣ / ١٨ ] قال الشيخ أبو علي أي المطيعين ( لَفِي عِلِّيِّينَ ) أي في مراتب عالية محفوفة بالجلالة. وقيل : في السماء
السابعة وفيها أرواح المؤمنين. وقيل : في سدرة المنتهي وهي التي ينتهي إليها كل من
أمر الله تعالى. وقيل : عِلِّيُّونَ
: الجنة ، وقيل : هو
لوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه. وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ : « فِي عِلِّيِّينَ
فِي السَّمَاءِ
السَّابِعَةِ تَحْتَ الْعَرْشِ ».
قوله تعالى : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها
لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ ) [ ٢٨ / ٨٣ ] قيل : ( تِلْكَ ) تعظيم للدار وتفخيم لها ، أي تلك التي بلغك صفتها يا محمد
، علق الوعد بترك إرادة العلو والفساد كما علق الوعيد بالركون في قوله تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ).