فعلوت من الطُّغْيَانِ
، وهو تجاوز الحد ،
وأصله طغيوت فقدموا لامه على عينه على خلاف القياس ثم قلبوا الياء ألفا فصار طاغوت
، وقد يطلق على الْكَافِرِ والشَّيْطَانِ والْأَصْنَامِ وعلى كل رئيس في الضلالة
وعلى كل من عبد من دون الله. ويجيء مفردا كقوله تعالى : ( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى
الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) وجمعا كقوله : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا
أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ ).
وَفِي
الْحَدِيثِ : « إِنَّ لِلْعِلْمِ طُغْيَاناً
كَطُغْيَانِ الْمَالِ ». أي
يحمل صاحبه على الترخيص بما اشتبه منه إلى ما لا يحل له ، ويترفع به على من دونه
ولا يعطي حقه بالعمل به كما يفعل رب المال.
وطَغَا يَطْغُو من باب قال ، وطَغِيَ
يَطْغَى من باب تعب ،
ومن باب نفع لغة ، والاسم « الطُّغْيَانُ
».
( طفا )
قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ
بِأَفْواهِهِمْ ) [ ٦١ / ٨ ] هو تهكم بهم لإرادتهم إبطال الإسلام بقولهم
في القرآن : ( هذا سِحْرٌ )فأشبه حالهم من ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئه.
وَفِي
الْحَدِيثِ : « قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى
ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ » [١]. أراد بها الذنوب على الاستعارة ، أي قوموا إلى ذنوبكم
التي توجب دخول النار
فَأَطْفِئُوهَا بصلاتكم أي كفروها بها ، وفيه دلالة صريحة على أن الصلاة تكفر الذنوب
وتسقط العقاب ، وفي القرآن والأحاديث المتكثرة من الفريقين ما يدل على ذلك.