ومنه قوله تعالى : ( لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ ) [ ٤٨ / ٢٧ ] ويحتمل أن يريد لتدخلن جميعا إن شَاءَ الله ولم يمت منكم أحد. وقيل هو على التأديب كقوله
تعالى : ( وَلا تَقُولَنَ
لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ ) [ ١٨ / ٢٣ ] ويحتمل إرادة التبرك بذكر الله أو بمعنى « قد
» ـ والله أعلم.
باب ما أوله الصاد
( صبا )
قوله تعالى : ( وَالصَّابِئِينَ )[ ٢ / ٦٢ ] بالهمز وقرأ نافع بالتخفيف ، هو من « صَبَأَ فلان » خرج من دينه إلى دين آخر ، و « صَبَأَتِ النجوم » خرجت من مطالعها. قيل : أصل دينهم دين نوح (ع)
فمالوا عنه. وقيل : الصَّابِئُونَ
لقب لقب به طائفة من
الكفار يقال إنها تعبد الكواكب في الباطن ، وتنسب إليه النصرانية ، يدعون على أنهم
على دين صَابِئِ بن شيث بن آدم (ع). وفي الصحاح : الصَّابِئُونَ جنس من الكفار. وفي القاموس : الصَّابِئُونَ يزعمون أنهم على دين نوح وقبلتهم من مهب الشمال عند
منتصف النهار. وفي الكشاف : هم قوم عدلوا عن اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة.
وعَنْ قَتَادَةَ : الْأَدْيَانُ سِتَّةٌ خَمْسَةٌ لِلشَّيْطَانِ وَوَاحِدٌ
لِلرَّحْمَنِ : الصَّابِئُونَ
يَعْبُدُونَ
الْمَلَائِكَةَ وَيُصَلُّونَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَيَقْرَءُونَ الزَّبُورَ ،
وَالْمَجُوسُ يَعْبُدُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ ، وَالْيَهُودُ ، وَالنَّصَارَى [١].