وَفِي
الدُّعَاءِ : « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُورِثُ الشَّقَاءَ ». بالفتح والمد وفسر بالشدة والعسر. قيل : وهو ينقسم
إلى دنيوي هو في المعاش من النفس والمال والأهل ، وأخروي هو في المعاد.
قال الجوهري : الشَّقَاءُ والشَّقَاوَةُ بالفتح نقيض السعادة ، وقرأ قتادة شِقَاوَتُنَا بالكسر وهي لغة ، وإنما جاء بالواو لأنه بني على
التأنيث في أول أحواله ، وكذلك النهاية ، فلم تكن الواو والياء حرفي إعراب ولو بني
على التذكير لكان مهموزا كعظاءة وعباءة وصلاءة ، وهذا أعل قبل دخول الهاء يقال : «
شَقِيَ الرجل » انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، ثم تقول : « يَشْقِيَانِ » فيكونان كالماضي ـ انتهى.
( شكا )
قوله تعالى : ( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) [ ٢٤ / ٣٥ ] الْمِشْكَاةُ كوة غير نافذة فيها يوضع المصباح ، واستعيرت لصدره (ص)
وشبه اللطيفة القدسية في صدره بالمصباح ، فقوله : ( كَمِشْكاةٍ فِيها
مِصْباحٌ ) أي كمصباح في زجاجة في مِشْكَاةٍ. ويتم الكلام في النور إن شاء الله تعالى.
و « الشَّكْوَى » و « الشِّكَايَةُ » المرض. و « دخلت عليه في شَكْوَاهُ
» أي في مرضه [١].
و « الشَّكْوَى المذمومة » هي ما جاءت به الرواية عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللهِ (ع) قَالَ : « إِنَّمَا
الشَّكْوَى أَنْ يَقُولَ :
لَقَدِ ابْتُلِيتُ بِمَا لَمْ يُبْتَلَ بِهِ أَحَدٌ ، وَيَقُولَ : لَقَدْ
أَصَابَنِي مَا لَمْ يُصِبْ أَحَداً ، وَلَيْسَ الشَّكْوَى
أَنْ يَقُولَ :
سَهِرْتُ الْبَارِحَةَ وَحُمِمْتُ الْيَوْمَ وَنَحْوَ هَذَا » [٢].