وقيل في شرحه :
« شَآهَا » أي سبقها ، والضمير للاتن الوحشية من قولهم : « شَأَوْتُ القوم شَأْواً » إذا سبقتهم ، و « الكليل » الذي أعيا من شدة العمل يقال : « كللت من
الشيء أكل كلالة » أي عييت ، وكذلك البعير ، والمراد به هنا البرق الضعيف ، و « موهنا
» ظرف معمول الكليل وهو الساعة من الليل. وفي الصحاح : الوهن نحو من نصف الليل
والموهن مثله ، قال الأصمعي : هو حين يدبر الليل. و « عمل » بكسر الميم على فعل :
الدائب العمل ، يقال : رجل عمل أي مطبوع على العمل ، ولا فرق بين عمل وعامل ، و « الإبل
الطراب » التي تسرع إلى أوطانها [٣]
والمعنى : أن البرق
الذي سبق الحمر الوحشية أكل الساعات من الليل يداومه فباتت الحمر طرابا من ضوئه
والليل بات ولم ينم من عمل البرق ، وإكلاله إياه من قبيل المجاز كما يقال : « أتعبت
يومك » و « أسهرت ليلتك ».
قال بعض
الأفاضل : الخليل وسيبويه وجمهور النحاة على أن فعيلا يعمل عمل
[١] لسان العرب (
شأى ). وقد استشهد به على أن يكون « شأى » بمعنى طرب وشاق.