وَفِي
الْخَبَرِ : « لَا بَأْسَ أَنْ يَسْطُوَ الرَّجُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا لَمْ تَجِدِ
امْرَأَةً تُعَالِجُهَا وَخِيفَ عَلَيْهَا ». يعني إذا نشب ولدها في بطنها ميتا
فله مع عدم القابلة أن يدخل يده ويستخرج الولد.
قوله تعالى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى ) [ ٥٣ / ٣٩ ] أي إلا ما عمل. قال المفسر : وأما ما جاء
في الأخبار من الصدقة عن الميت والحج عنه والصلاة فإن ذلك وإن كان سعي غيره فكأنه
سعي نفسه ، لكونه قائما مقامه وتابعا له ، فهو بحكم الشريعة كالوكيل النائب عنه.
قوله تعالى : ( فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ ) [ ٦٢ / ٩ ] أي بادروا بالنية والجد ، ولم يرد العدو
والإسراع في المشي ، والسعي
يكون عدوا ومشيا وقصدا
وعملا ، ويكون تصرفا بالصلاح والفساد. والأصل فيه المشي السريع لكنه يستعمل لما
ذكر وللأخذ في الأمر.
قوله تعالى : ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ
يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ ) [ ٥٧ / ١٢ ] قال الشيخ أبو علي (ره) : ( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمانِهِمْ ) لأنهم أوتوا صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين ، فجعل
النور في الجهتين شعارا لهم وآية لسعادتهم وفلاحهم ، فإذا ذهب بهم إلى الجنة ومروا
على الصراط يَسْعَوْنَ سَعْيَ ذلك النور
لِسَعْيِهِمْ ، ويقول لهم
الذين يتلقونهم : ( بُشْراكُمُ الْيَوْمَ
) ـ الآية. قوله تعالى : ( فَلَمَّا بَلَغَ
مَعَهُ السَّعْيَ ) [ ٣٧ / ١٠٢ ] أي الحد الذي يقدر فيه على السعي ، وكان
إذ ذاك ابن ثلاثة عشر سنة.