وهي حرف يختص
بالمضارع وتخليصه للاستقبال وينزل منه منزلة الجزء ولهذا لم يعمل فيه مع اختصاصه
به ، وليس مقتطعا من سوف خلافا للكوفيين ، ولا مدة الاستقبال معه أضيق منها مع سوف
خلافا للبصريين ، وزعم بعضهم أنها للاستمرار لا للاستقبال واستدل عليها بقوله
تعالى : ( سَتَجِدُونَ آخَرِينَ
) ، ( سَيَقُولُ
السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ ) فجاءت السين إعلاما بالاستمرار لا بالاستقبال. قال ابن
هشام : هذا الذي قاله لا يعرفه النحويون ، ثم حكى عن الزمخشري أنه قال : فإن قلت :
أي فائدة في الإخبار بقولهم قبل وقوعه؟ قلت : فائدته أن المفاجأة للمكروه أشد
والعلم به قبل وقوعه أبعد عن الاضطراب إذا وقع ـ انتهى.
وتسمى هذه السِّينُ حرف توسع ، وذلك لأنها تقلب المضارع من الزمن الضيق وهو
الحال إلى الزمن الموسع وهو الاستقبال.