وقد جاء في ذم الدُّنْيَا الكتاب والأحاديث المتواترة ، قال تعالى : ( أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ
وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) [ ٥٧ / ٢٠ ] وذلك مما يندرج تحته جميع المهلكات الباطنة
: من الغل والحسد والرياء والنفاق والتفاخر وحب الدُّنْيَا وحب النساء. قَالَ (ع) : « حُبُ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ » [٣]. قال بعض
العارفين : وليس الدُّنْيَا عبارة عن الجاه والمال فقط بل هما حظان من حظوظهما ،
وإنما الدُّنْيَا عبارة عن حالتك قبل الموت كما أن الآخرة عبارة عن حالتك
بعد الموت ، وكل ما لك فيه حظ قبل الموت فهو دنياك ، وليعلم الناظر أنما الدُّنْيَا خلقت للمرور منها إلى الآخرة ، وأنها مزرعة
[١] قد وردت هذه
الكلمة في كتاب تحف العقول ص ٩٥ في حديث عن الإمام علي (ع) وذكرها ابن قتيبة عن
أوس بن حارثة في كتابه الشعر والشعراء ص ٢٣. ونقل في نهج البلاغة قوله عليه السلام
« المنية ولا الدنية ».