القول ، وكأن المعنى : إذا كان بينهم محاجة في القرآن طفقوا يدافعون
بالآيات ، وذلك كأن يسند أحدهم كلامه إلى آية ، ثم يأتي صاحبه بآية أخرى مدافعا له
، يزعم أن الذي أتى به نقيض ما استدل به صاحبه ، ولهذا شبه لهم بحال من قبلهم ،
فَقَالَ : « ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ فَلَمْ يُمَيِّزُوا
الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ وَالنَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ » .. الحديث.
ويقال : « دَارَأْتُهُ » ـ بهمز وبدونها ـ : اتقيته ولاينته.
وفِي حَدِيثِ
غَسْلِ الْيَدِ عِنْدَ الْوُضُوءِ بَعْدَ النَّوْمِ : « فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ » [٣]. قيل في
توجيهه : كان أكثرهم يومئذ يستنجي بالأحجار فيقتصر عليها ، لإعواز الماء وقلته
بأرض الحجاز ، فإذا نام عرق منه محل الاستنجاء ، وكان عندهم إذا أتى المضجع حل
إزاره ونام معروريا ، فربما أصاب يده ذلك الموضع
ولم يشعر به ، فأمرهم
أن لا يغمسوها في الإناء حتى يغسلوها ، لاحتمال ورودها على النجاسة ،
[١] تحف العقول ص ٤٨
، وفي مشكاة الأنوار ص ١٦١ : « أمرني ربي بمداراة الناس ».