نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 217
ونقص ، فقد صور لنا
المسيح ( عليه السلام ) نبيا ورسولا مباركا وديعا بارا ، لا جبارا ولا شقيا ، وعبدا
موحدا خاضعا لله ، وغير مدع لشئ غير معقول من ألوهية أو اتحاد أو حلول ، ثم نجده
في القرآن عزيزا محترما مرفوعا إلى السماء مصانا بالعزة الإلهية ، وأنه روح الله
وكلمته وصنيعه ، ومستودع أسراره وحكمته.
وعلى العكس من ذلك نرى المسيح ( عليه
السلام ) في العهد الجديد ، رجلا صانع للخمر وشريب لها[١] عاقا لأمه قاطعا ومفرقا للرحم ، مسرف
يستأنس بمسح الامرأة الأجنبية ( الخاطئة ) لقدميه وتقبيلها وتدهينها بالطيب الغالي
الثمن ، وأيضا أنه ملعون لأنه مصلوب على خشبة ، ويلصقون به الألوهية عنوة ، فهو
الله وابن الله ، وغيرها من الأوصاف الكثيرة التي يرفضها العقل ويأباها.
فلا يبقى شك ولا ريب في أن ( بارقليطا )
الذي أشار إليه المسيح ( عليه السلام ) في الإنجيل والذي سيشهد له بالحق ( كما ذكر
ذلك إنجيل يوحنا قائلا : ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحق
الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي أنظر : يوحنا : ١٥ : ٢٦ ـ ٢٧ ) هو النبي
الخاتم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي شهد له بالحق ، ورفع قدره ، ونزه
ساحته المقدسة عن كل
[١] أنظر : إنجيل
متي : ١١ : ١٨ ـ ٢٠ لأنه جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان. وجاء ابن
الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا إنسان أكول وشريب خمر ، محب للعشارين والخطاة.
نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 217