نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 176
فالقرآن الكريم احتج على أهل الكتاب بأن
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد بشر به في التوراة والانجيل وإن كان هذا
الادعاء غير صحيح ، لاحتج أهل الكتاب بذلك على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأنكروا
البشارة به في كتبهم ، ولكنهم على العكس من ذلك لاذوا بالصمت واختلاق التهم وإخفاء
الحق وتفسير الكتاب وفق أهوائهم ، لإبعاد أتباعهم عن قبول الحق والإيمان بالنبي
الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والباحث في التاريخ يجد أن البعض من علماء
أهل الكتاب ولا سيما من النصارى بعد ما أدركوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو
سمعوا بدعوته ورسالته آمنوا به واعتنقوا الإسلام ، لمعرفتهم بأنه النبي المنتظر في
آخر الزمان ، وقصة بحيرا الراهب وسلمان الفارسي وغيرهم الكثير تؤيد هذا المدعى.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في قوله تعالى ( ذلك بأن
منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم
تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا أمنا فاكتبنا مع الشاهدين )[١].
وكما أشرنا فإنّ الكتاب المقدّس عند
اليهود والنصارى يتألّف من عهدين : العهد القديم والعهد الجديد ، وقد أُلّفت
العشرات من الكتب لإثبات البشارة بالنبي الخاتم (ص) في العهد القديم والجديد