نام کتاب : هبة السماء نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 100
في الواقع أن كلمة ( التثليث أو الثالوث
) لم ترد في الكتاب المقدس ، ويظن أن أول من صاغها واستعملها هوترتوليان في القرن
الثاني للميلاد ، ثم ظهر سبيليوس في منتصف القرن الثالث وحاول أن يفسر العقيدة
بالقول أن التثليث ليس أمرا حقيقيا في الله ، لكنه مجرد إعلان خارجي ، فهو حادث
مؤقت وليس أبديا ثم ظهر أريوس الذي نادى بأن الأب وحده هو الأزلي بينما الابن
والروح القدس مخلوقان متميزان عن سائر الخليقة ، وأخيرا ظهر أثناسيوس الذي وضع
أساس العقيدة ( الثالوث الأقدس )[١]
وبعد مناقشات وتشاجرات بين علماء المسيحية وكبار قادة الكنيسة الذين افترقوا بين
مؤيد لأريوس ، ومؤيد لأثناسيوس دفعت بالامبراطور قسطنطين إلى الدعوة لعقد أول مجمع
مسكوني في عام ٣٢٠ ميلادي في نيقية ـ وحضر هذا الاجتماع أكابر العلماء والأساقفة ،
وبعد شهر أو أكثر من النقاش والجدال ، انتصرت عقيدة أثناسيوس وكسبت أكثر الآراء ، وتم
تشكيل عقيدة التثليث والتي نصت على ما يلي :
نحن نعبد إلها واحدا في الثالوث ، والثالوث
في التوحيد لأن هناك شخصا للأب وآخر للابن وأخر لروح القدس ، أنهم ليسوا ثلاثة
آلهة ولكن إله واحد. فكل الأشخاص الثلاثة هو أزليون معا و متساوون معا ، وهكذا فإن
الإنسان الناجي هو ذلك الذي يعتقد