responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 69

ويوجهه للبحث عنها ومعرفة حقيقتها ، وظاهره يبرّر تفسيرات لها من خلال ما يسمع من الناس ، أو يفسره العلماء من أجل إخمادها وطيّها والمرور عنها ، وبالرغم من عدم القناعة ، ولأنّه لا يملك إجابة غير التي تُملى عليه من محيطه ، فإنّ نداء الحقيقة الباطني يسكت ليثور مرّة أخرى مذكّراً بتواجده ملفتاّ النظر إليه ، وفي كلّ مرة يثور فيها تكون ثورته أكبر من التي سبقتها ، ولكنّ المشكلة أنّه لا جواب يشفي صدر المستبصر ، فيدخل في حيرة تمنحه في كلّ مرّة دوافع أقوى وبشكل أوسع من أجل الوصول إلى الحقيقة والحصول على الأجوبة الشافية المقنعة لكلّ نداءات الحقيقة؛ ولذلك كان هذا الصراع في حياة المؤمن المستبصر قبل استكشاف الحقيقة بتمامها هو عمليّة تمهيد خلال سنوات طويلة ، وإعداد نفسيّ عظيم من أجل قبول الحقّ والحقيقة والتمسّك بها بقوّة بعد الرحلة الطويلة في البحث عنها ، وعند الإمساك بها واعتناقها تكون رحلة الاستكشاف قد انتهت ، وبدأت رحلة جديدة في حياة المستبصر ، وهي رحلة ذات مقاييس جديدة تتحدّث عن إنسان تائه في صحراء كبيرة انقطعت عنه فيها كلّ مقومات الحياة ، وإذا به ينتقل إلى واحة خضراء فيها كلّ ما يتمنّاه للحياة الإيمانيّة الآمنة المطمئنّة.

حاول عزيزي القارئ أنْ تستشعر كلّ تلك المعاناة ، وكلّ ذلك الوقت الذي مرّ في حياة الضياع والغياب عن الحقيقةّ وحاول أنْ تستشعر لحظة اكتشافها وتجلّي نورها ، حاول أنْ تستشعر لحظات السرور العظيم والفرح الغامر ، ولحظات الزمن الماضي والندم على ما ذهب منه ضياعاً ، ولاحظ كلّ تلك المشاعر المختلطة والتي تبدو متناقضة ومتداخلة في بعضها ، وما ينتج بعدها من انفعالات وسلوك جديد موافق للحقّ الذي استبصره ومناقض تماماً للمحيط الذي يعيش فيه ، حيث يعيش بين سرور الاستبصار واعتناق الحقيقة وعشقها ، وبين الواقع الحزين المؤلم للمحيط ، حيث لا يجد من يشاركه

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست