responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 67

وإيّاك أنهى ، وإيّاك أعاقب ، وإيّاك أثيب » [١].

إذن فالوعد الإلهي بالتوفيق للعبد يتحقّق عندما يمنّ الله تعالى ويتفضّل على عبده بالمحبوبيّة ، والتي تتحقّق عندما يُقْدّم العبد حبّه الصادق الحقيقي لما يحبّه الله تعالى بإرادة قويّة ونيّة صالحة وإخلاص لله تعالى ، عندها يتحقّق التوفيق الإلهي للهداية إلى الحقّ والحقيقة ومعرفة سبل الاستبصار.

روى الترمذّي وغيره أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال « حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا » [٢].

إذن فهذه هي المعادلة ، أنّ من قدّم حبّاً لله تعالى من خلال ما يحبّه سبحانه ، فإنّ الله تعالى يتفضّل عليه بالحبّ والمحبوبيّة ، والهداية إلى سبل التوفيق الإلهي ، وإكمال العقل وتفتّح البصيرة ، ويؤتيه أيضاً الحكمة والتي هي معرفة الأمور على حقيقتها وترتيبها في محلّها وفق مراد الله تعالى.

لاحظوا في الحديث عندما يقول رسولنا الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله « أحبّ الله من أحبّ حسينا » وفي الحديث القدسيّ عندما يقول الله تعالى مخاطبا العقل : « وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ، ولا أكملتك إلا فيمن أحبّ ». فصار الأمر أنْ لا يكتمل العقل عند الإنسان إلا بعد أنْ يحبّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وخصوصاً حبّ أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام. فكان ذلك من أعظم أسباب استجلاب التوفيق الإلهي واستحقاقه وتحقّقه.

وهكذا كلّما تحقّق القرب ممّا يحبّ الله تعالى وأحبابه وتوثّقت الصلات بهم ، كانت النتيجة مزيداً من المعرفة والتوفيق ، على شرط أن يكون من تحبّ منصوص على حبّه ومودّته في القرآن الكريم أو الحديث الصحيح ، فالمرء مع


[١] الكافي ١ : ١٠.

[٢] سنن الترمذي ٥ : ٣٢٤ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥١ ، مسند أحمد ٤ : ١٧٢ وغيرها.

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست