إذن فالوعد الإلهي بالتوفيق للعبد
يتحقّق عندما يمنّ الله تعالى ويتفضّل على عبده بالمحبوبيّة ، والتي تتحقّق عندما
يُقْدّم العبد حبّه الصادق الحقيقي لما يحبّه الله تعالى بإرادة قويّة ونيّة صالحة
وإخلاص لله تعالى ، عندها يتحقّق التوفيق الإلهي للهداية إلى الحقّ والحقيقة
ومعرفة سبل الاستبصار.
روى الترمذّي وغيره أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال « حسين مني
وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا » [٢].
إذن فهذه هي المعادلة ، أنّ من قدّم
حبّاً لله تعالى من خلال ما يحبّه سبحانه ، فإنّ الله تعالى يتفضّل عليه بالحبّ
والمحبوبيّة ، والهداية إلى سبل التوفيق الإلهي ، وإكمال العقل وتفتّح البصيرة ، ويؤتيه
أيضاً الحكمة والتي هي معرفة الأمور على حقيقتها وترتيبها في محلّها وفق مراد الله
تعالى.
لاحظوا في الحديث
عندما يقول رسولنا الأكرم صلىاللهعليهوآله
« أحبّ الله من أحبّ حسينا » وفي الحديث القدسيّ عندما يقول الله تعالى مخاطبا
العقل : « وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ، ولا أكملتك إلا فيمن
أحبّ ». فصار الأمر أنْ لا يكتمل العقل عند الإنسان إلا بعد أنْ يحبّ أهل البيت عليهمالسلام ، وخصوصاً حبّ أبي
عبد الله الحسين عليهالسلام.
فكان ذلك من أعظم أسباب استجلاب التوفيق الإلهي واستحقاقه وتحقّقه.
وهكذا كلّما تحقّق القرب ممّا يحبّ الله
تعالى وأحبابه وتوثّقت الصلات بهم ، كانت النتيجة مزيداً من المعرفة والتوفيق ،
على شرط أن يكون من تحبّ منصوص على حبّه ومودّته في القرآن الكريم أو الحديث
الصحيح ، فالمرء مع