قلت : يا رسول الله
، في سلامة من ديني؟ قال : في سلامة من دينك » [١].
ولقد تجسّدت كلّ تلك الضغائن خلال عصر
الرسول الأكرم محمّد صلىاللهعليهوآله
، تمثّلت وتجسّدت بكلّ أنواع الأذى في حقّه وفي حقّ أهل بيته عليهمالسلام لدرجة أنّه من شدّة
الأذى قال في مرات عديدة « ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله » [٢].
ثمّ امتدّ الأذى والبغض
والحقد الى ما بعد عصر رسولنا محمّد صلىاللهعليهوآله
بأشكال أقسى وأشدّ ضدّ السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام
من خلال الهجوم على بيتها وحرقه وضربها وإسقاط جنينها وانتزاع حقوقها ، وضدّ أمير
المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام
حتّى قتله ابن ملجم أشقى الآخرين لعنه الله ، ثمّ أوذي الإمام الحسن عليهالسلام وقتل بالسمّ الذي
دسّه له معاوية بن أبي سفيان ، ثمّ سيّد الشهداء الحسين عليهالسلام ، قتله يزيد بن
معاوية في كربلاء في العاشر من محرّم الحرام ، قتل هو وأهل بيته وأصحابه وسبيت
نساؤه ، ويستطيع القارئ العزيز أن يراجع بحثنا سبيل المستبصرين تحت عنوان : اغتيال
رسول الله ، وبحث اغتيال السيّدة الزهراء عليهاالسلام
، وبقيّة الأبحاث التي تظهر ما تعرّض له رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته وشيعتهم. فقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
« سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد » [١].
والتاريخ يذكر وكذلك كتب وصحاح أهل
السنّة الأمر الأموي من معاوية ابن أبي سفيان بسبّ وشتم أمير المؤمنين عليّ بن أبي
طالب عليهالسلام
على المنابر ،
[١] أخرجه أبو يعلى
في مسنده ١ : ٤٢٧ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٢٢ وأورده في كنز العمّال ١٣ : ١٧٦.
[٢] حلية الأولياء ٦
: ٣٣٣ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٨٨.