وأريحيةٍ ، من غير
أنْ تلتفت إلى أقوال وفتاوى أولئك المشكّكين والمكفرين من الوهابيين والسلفيين
الناصبين العداء لدين الله ورسوله.
وعليك أنْ تعتبر كلّ تلك القدسيّات التي
ذكرناها والتي منحها الله الإذن الإلهي المخصوص هي من شعائر الله ، وأنّ في تعظيم
شعائر الله علامة كبيرة وإشارة واضحة على تقوى القلوب ، فقد قال جلّ وعلا في سورة
الحجّ : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها
مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ )[٢].
إنّ وجود الإذن الإلهي الذي يعبّر عن
الشعائر ، يجعل المؤمن يتعمّق في البحث عن حقيقة الزمان أو المكان أو الشخص أو
الشيء ، وبالتالي يكتسب محبّة وقرباً منها ، ويزداد تعلّقه الروحي فيها بشكل
متزايد ، فبالتعمّق في معرفة رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآله
وإدراك أنّه وأهل بيته من أعظم شعائر الله ، وأنّه حبيب الله ومصطفاه ، وأنّه سيّد
الخلق من الأولين والآخرين وأنّه سيّد الكونين ، يجعلك ذلك تزداد في محبّته
وتعلّقاً بشخصه ، والنتيجة تعظيمه وتوقيره.
فإذا كان الله هو الذي عظّمه ورفعه
واجتباه ومنحه شفاعته وأمرنا باتّباعه ، فمن حقّه علينا أنْ نتزوّد دوماً من
معرفته ونتعلّق بها ، ونتبرّك بآثاره صلىاللهعليهوآله
؛ لأنّ وجود الإذن الإلهي في كلّ ذلك يعطي تعلّقاً روحانيّاً ونفسيّاً وعمليّاً
كبيراً بين من عظّمه الله وفضّله واجتباه وبين المؤمنين ، وهذا كلّه لمنفعة
المؤمنين ويصبّ في مصلحتهم.
هكذا يجب علينا أنْ نرى شعائر الله ،
ومنها رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وليس كما اعتبره أولئك النواصب من المكفّرين الذين اعتبروه صلىاللهعليهوآله بأنّه طارش أو ساعي
بريد بلّغ رسالة ربّه وذهب فليس له نفع بعد ذلك أو كما اعتبره بعضهم بأن