وفي آخر الساحة مكان
وصول رأس الحسين عليهالسلام
، ومكان وصول موكب السبي في قصر يزيد اللعين ، وكأنّ المكان بجانب المسجد فيه حجّة
بالغة تصل إلى كلّ الناس من أجل معرفة ما حصل لسيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، ولكن وللأسف
الشديد كثير من الخلق لا يلتفتون إلى ذلك المكان إلا ما كان من القاصدين له من
أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام
المحبّين لسيّد الشهداء عليهالسلام
، وما أنْ تدخل المكان حتّى تشاهد المكان الذي صلّى فيه سيّد العابدين الإمام
السجاد عليّ بن الحسين عليهالسلام
، فتستحضر الموقف بتفاصيله ، ثمّ تدخل إلى الداخل وتشاهد مكان رأس سيّد الشهداء
وتشاهد عمامته الشريفة وهي تزهر بالنور ، فلا تمتلك في ذلك الموقف إلا البكاء ، ثمّ
تبدأ تلهج بالدعاء على يزيد اللعين ، وبالدعاء على كلّ الظالمين الذين قتلوا
الإمام الحسين وأصحابه ، وعلى كلّ من والاهم ورضي بفعلهم إلى يوم الدين ، وتبدأ
بالشهادة أمام الله تعالى بأنّك تحبّ الحسين وتواليه وتعادي أعداءه وظالميه
وتتبرّأ منهم ومن فعلهم ، فلا تملك إلا البكاء في ذلك الموقف وتحقيق الولاء
والبراء.
ومن المناسب في هذا المقام وحتّى يرتفع
الحرج عن القارئ العزيز الذي سببته الأفكار المتناقضة والمغلوطة من علماء السوء
والضلال عن الزيارة وفضائلها وعن البكاء على أهل البيت والتوسل بهم ، وبسبب تخويف
الناس من الشرك ، أنْ نتحدّث عن تلك المواضيع بشيء من التفصيل والأسلوب السهل
الميّسر حتّى يكون المسلم على بيّنة من ربّه وحتّى لا يحرم في حجّه أو سفره من
فوائد السفر وبركات زيارة مقام الرسول محمّد صلىاللهعليهوآله
ومقامات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام.