فقد روى أحمد في المسند عن عائشة قالت :
« استأذن أبو بكر على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنا معه في مرط واحد قالت : فأذن له فقضى إليه حاجته وهو معي في المرط ، ثمّ خرج
، ثمّ استأذن عليه عمر ، فأذن له ، فقضى إليه حاجته على تلك الحال ، ثمّ خرج ثمّ
استأذن عليه عثمان ، فأصلح عليه ثيابه وجلس فقضى إليه حاجته ، ثمّ خرج. فقالت
عائشة : فقلت له : يا رسول الله ، استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته على حالك
تلك ، ثمّ استأذن عليك عمر فقضى إليك حاجته على حالك تلك ، ثم استأذن عليك عثمان
فكأنّك احتفظت. فقال : إنّ عثمان رجل حيي ، وإنّي لو أذنت له على تلك الحال خشيت
أنْ لا يقضي إليَّ حاجته » [١].
وروى أحمد في المسند
عن يحيى بن سعيد بن العاص أنّ سعيد بن العاص أخبره أنّ عائشة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله وعثمان حدّثاه أنّ
أبا بكر استأذن على رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ، ثمّ
انصرف فاستأذن عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ، ثمّ انصرف ، ثمّ
جاء عثمان ، ثمّ استأذن عليه ، فجلس وقال لعائشة : اجمعي عليك ثيابك. فقضى إليه
حاجته ، ثمّ انصرف ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر
وعمر كما فزعت لعثمان. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنّ عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته.
قال ليث : وقال جماعة الناس : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال لعائشة : ألا أستحي ممّن تستحي منه الملائكة » [٢].
وما كان
الله ليعذبهم وأنت فيهم :
[١] مسند أحمد ٦ : ١٦٧
، وأنظر المصنّف لعبدالرزاق ١١ : ٢٣٢ ، صحيح ابن حبّان ١٥ : ٣٣٤.
[٢] أنظر مسند أحمد ١
: ٧١ ، ٦ : ١٥٥ ، وأنظر القصّة من دون الزيادة الأخيرة في صحيح مسلم ٧ : ١١٧.