لنسائه ، ومنها دخول
الغناء والرقص ومزامير الشيطان في بيته ، ومنها هروب الشيطان من عمر وعدم هروبه من
بيت رسول الله ، ومنها حادثة الإفك المصطنعة ، وحادثة الإفك الحقيقية وغيرها مما
يتعلق بالعنوان ، وسنتطرق إليها كلّها كلاً على حده مع بعض التعليقات عليها ، مع
التذكير بأنّ الدفاع عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
حقّ مشروع ، والدفاع عن حرمته ومقامه الرفيع واجب مقدّس على كلّ المسلمين في كلّ
زمان ومكان.
روى البخاري في صحيحه في كتاب الوضوء ، باب
خروج النساء للبراز ، ورواه في كتاب الاستئذان باب آية الحجاب ، عن عائشة : « أنّ
أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله
كنّ يخرجن بالليل إذا تبرّزن إلى المناصع ، وهو صعيد أفيح ، فكان عمر يقول للنبيّ صلىاللهعليهوآله : احجب نساءك ، فلم
يكن رسول الله صلىاللهعليهوآله
يفعل ، فخرجت سودة بنت زمعة ، زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله
، ليلة من الليالي عشاء ، وكانت امرأة طويلة ، فناداها عمر : ألا قد عرفناك يا سودة
، حرصاً على أن ينزل الحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب » [١].
هذه الرواية يعتبرها أهل السنّة
والجماعة من الروايات التي تحتوي على فضائل لعمر ابن الخطاب مع أن في ظاهرها طعناً
صريحاً لرسول الله صلىاللهعليهوآله
ولمقام النبوة ومنزلة الرسالة. وفيها تناقض واضح مع آيات القرآن الكريم التي تأمر
بالعفّة والستر للعورات ، وكذلك فيها تتبّع واضح وملاحقة لنساء رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو ما يشكّل أذىً
لشخصه الكريم ولبيته الشريف.
ومن الملاحظات عليها ، أنّه من الطبيعي
أنْ يخرج الناس لقضاء حاجتهم في الليل ، خصوصا النساء ، وهو أمر متعارف عليه
ومألوف في ذلك الزمان ، فلماذا جعل عمر بن الخطاب من خروج النساء إلى المناصع
أمراً وكأنّه جريمة في
[١] صحيح البخاري ١
: ٤٦ ، ٧ : ١٢٩ ، صحيح مسلم ٧ : ٧ ، مسند أحمد ٦ : ٢٢٣.