responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 110

ما رواه البخاري وغيره من صحاح أهل السنّة ، فهم يقررون حصول ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ويستشهدون به دائماً ، ويدّرسونه للناس كما تعلمناه نحن في المدارس والمساجد.

فقد روى البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ، عن عائشة قالت : « سحر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى كان يخيّل إليه أنّه يفعل الشيء وما يفعله » [١].

والذي يثير حفيظة المدقّق المنصف عند قراءته هذا الحديث والتأكيد على سحر رسول الله من قبل علماء السنّة ، هو أنّ حصول السحر جعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يُخيّل إليه أنّه يفعل الشيء ولا يفعله ، وهذا يعنى حصول خلل في عملية تبليغ الرسالة أو أيّ شيء من الوحي ، فربّما قال رسول الله شيئاً وهو مسحور على أنّه وحي من الله تعالى وهو ليس كذلك بل من تأثير السحر عليه ، أو ربّما قال شيئاً من الوحي وظنّ من حوله أنّه من تأثير السحر.

إنّ القول بجواز سحر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو طعن في شخصه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطعن في مقام النبوّة ومنزلة الرسالة ، وطعن في عقائد الدين وأحكامه ، والقول بجواز وقوع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت تأثير السحر هو مما لا يجوز شرعاً وعقلاً ، ولا يمكن أنْ يقبل ذلك العقل الصحيح والمنطق السليم.

وعلاوة على ذلك فقد جزم القرآن الكريم باستحالة وقوع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت تأثير السحر ، بل إنّه اعتبر من يدّعى جواز حصوله عند رسول الله من أشدّ الظالمين ، والظلم من أشدّ المحرّمات التي نهى عنها الشارع المقدّس ، وتوعّد الظالم بالعقاب الشديد والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة.


[١] صحيح البخاري ٤ : ٩١ ، وأنظر سنن ابن ماجة ٢ : ١١٧٣ ، مسند أحمد ٥ : ٥٠ ، وأخرج حديث السحر عن زيد ابن أرقم أيضاً كما في : سنن النسائي ٧ : ١١٣ ، مسند أحمد ٤ : ٣٦٧.

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست