responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 107

مانع من ذكر بعض العناوين في هذا البحث حتّى يظهر للقارئ الكريم مدى تأثير قراءة التاريخ والمواقف التاريخية بصدق وإنصاف وتدقيق على النفس المؤمنة ، وهو ما يوصل عادة إلى الاستبصار.

محاولة الانتحار حقيقة أم تهمة؟

فمن الأمور الغريبة جدّاً أنّ كتاب صحيح البخاري يتّهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه أراد الانتحار ، ويؤكّد على تكرار المحاولة عدّة مرّات ، وذلك في صحيح البخاري في كتاب التعبير باب أول ما بُدئ رسول الله به من الوحي في حديث طويل عن عائشة إلى أنْ تقول : « ثمّ لم ينشب ورقة أنْ توفي ، وفتر الوحي فترة حتّى حزن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيما بلغنا ، حزناً غدا منه مراراً كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلّما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل ، فقال : يا محمّد ، إنّك رسول الله حقّاً. فيسكن لذلك جأشه ، وتقرُّ نفسه ، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك » [١].

فهذا الحديث موجود في أصحّ الكتب عند أهل السنّة والجماعة بعد القرآن ، وعند مطالعتنا للحديث تعجّبنا من ذلك وتساءلنا : هل يجوز من رسول الله ذلك الفعل أو تلك التهمة؟. وهل كان رسول الله إنساناً عاديّاً أو أقلّ من العاديّ حتّى يقرّر الانتحار؟. وهل يليق بنا أنْ نؤكّد ونقرّر حصول ذلك الأمر على رسول الله؟. ووالله الذي لا إله إلا هو لو أنّك اتّهمت رجلاً جاهلاً بمحاولة الانتحار لأقام الدنيا عليك؛ لأنّ فيها وصمة عار أبدية ، فكيف يجرؤ المسلمون على توجيه تلك التهمة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟. بل إنّهم يقرّرونها


[١] صحيح البخاري ٨ : ٦٨.

نام کتاب : نهج المستنير وعصمة المستجير نویسنده : الحسيني، السيد صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست