العنصر الربوبي فيه مما ينسب اليه تعالى : ( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى )[١].
بل ربما يكون بلحاظ غلبة العنصر الربوبي على الجهة التي تلي الماهية لخلوصه ووقوعه قريبا ينسب اليه تعالى كما في قوله تعالى : ( وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ )[٢] وقوله تعالى : ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ )[٣]. كما انه اذا غلبت الجهة التي تلي الماهية ينسب الى الشخص كما في قوله تعالى : ( وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )[٤].
مع انه بلحاظ الاطلاق والنظر الى طبيعة الوجود قال تعالى : ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ )[٥].
فالمسببات الصادرة عن الاسباب الطبيعة بلحاظ الاطلاق ينسب إليه تعالى فهو المحيي ، والمميت ، والضار ، والنافع.
بخلاف ما اذا صدرت عن اشخاص غلبت الجهة التي تلي الماهية فيهم ، فإنها تنفي عنه تعالى بهذا النظر كما عرفت.
وما اختفى باخفاء الظالمين من هذا القبيل ، فلذا ورد في كلامه تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ ) الخ [٦] فنسب الكتمان اليهم لغلبة الجهة التي تلي الماهية.
[١] الأنفال : ١٧. [٢] التوبة : ١٠٤. [٣] النساء : ٧٩. [٤] النساء : ٧٩. [٥] النساء : ٧٨. [٦] البقرة : ١٥٩.