لحاظ القيام ، ليس وجها ولا عنوانا لشيء بلا كلام ، وسيجيء [١] ـ إن شاء الله تعالى ـ تحقيقه.
كما انّ ما ذكرنا ـ في تحقيق حال الحدّاد ونحوه ـ أولى مما ذكره بعض [٢] أكابر فن المعقول في جواب المحقّق الدواني حيث قال ـ ما ملخصه ـ :
إن المبدأ في الحدّاد والمشمّس هو التحدّد [٣] أو الحديدية ، والتشمّس او الشمسية ، بدعوى : أن للحديد حصولا في صانعه باعتبار مزاولته لصنعة الحديد ، فكأنه صار ذا قطعة منه ، خصوصا بملاحظة قيام الحديد بذهنه من جهة كثرة المزاولة لا مجرد الملاحظة ، وكذا في المشمّس ، فإنه لكثرة وقوع شعاع الشمس عليه ، كأنه صار ذا قطعة منها ، لكن ما ذكرناه أقرب إلى الاعتبار العرفي ، كما هو غير خفي. فتدبّر في أطراف ما ذكرناه في المقام.
١١٣ ـ قوله [ قدس سره ] : ( المراد بالحال في عنوان المسألة ، حال التلبس ، لا حال النطق ... الخ ) [٤].
تحقيق المقام : أن المراد من الوضع للمتلبّس في الحال أو للأعمّ هو أن مفهوم المشتقّ نحو مفهوم لا ينطبق إلا على المتلبس بالمبدإ ـ في مرحلة الحمل والتطبيق ـ أو ينطبق عليه وعلى المنقضي عنه المبدأ.
فزمان الحال ـ سواء اضيف إلى النطق أو إلى النسبة الحكمية أو التلبس ـ أجنبي عن مفاد المشتقّ ومفهومه ، وعن مرحلة حمله وتطبيقه :
[١] وذلك في أواخر التعليقة : ١٣٠ من هذا الجزء. [٢] صدر المحققين في الأسفار ٦ : ٦٩ ـ ٧٠. [٣] لا وجود لهذا المصدر في اللغة ، والصحيح هو : الحدادة. [٤] الكفاية : ٤٣ / ١٨.