واعترض ابن تيمية
على حديث سفيان بن عيينة بأن سورة سأل سائل مكية ، فكيف يقال بأنها نزلت في شأن
الحارث بن النعمان في واقعة غدير خم؟! وهو اعتراض باطل جدا ، فإنه لا مانع عن
القول بنزول هذه السورة مرتين ، بأن تكون قد نزلت بمكة مرة ، وفي الواقعة المذكورة
مرة أخرى ، ولقد ذكر علماء أهل السنة احتمال تكرر النزول بالنسبة إلى آيات كثيرة
من القرآن الكريم.
قال جلال الدين
السيوطي : « النوع الحادي عشر : ـ ما تكرر نزوله ـ صرّح جماعة من المتقدّمين
والمتأخرين بأنّ من القرآن ما تكرر نزوله. قال ابن الحصار : قد يتكرر نزول الآية
تذكيرا وموعظة ، وذكر من ذلك خواتيم سورة النحل ، وأول سورة الروم. وذكر ابن كثير
منه آية الروح ، وذكر قوم منه الفاتحة ، وذكر بعضهم منه قوله : ( ما كان النبي
والذين آمنوا ) الآية.
وقال الزركشي في
البرهان : قد ينزل الشيء مرتين ، تعظيما لشأنه وتذكيرا