وروى
نور الدين علي بن إبراهيم الحلبي بقوله : «
قال بعضهم : ولمّا شاع قوله صلّى الله عليه وسلّم : من كنت مولاه فعلي مولاه في
سائر الأمصار ، وطار في جميع الأقطار ، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري ، فقدم
المدينة وأناخ راحلته عند باب المسجد ، فدخل والنبي جالس وحوله أصحابه ، فجاء حتى
جثى بين يديه ثم قال :
يا محمد! إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله
إلاّ الله وأنك رسول الله فقبلنا ذلك منك ، وأمرتنا أن نصلي في اليوم والليلة خمس
صلوات ، ونصوم شهر رمضان ، ونزكي أموالنا ، ونحج البيت فقبلنا ذلك منك ، ثم لم ترض
بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضّلته وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء
من الله أو منك؟
فاحمرّت عينا رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم وقال : والله الذي لا إله إلاّ هو إنه من الله وليس مني. قالها ثلاثا. فقام
الحارث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ـ وفي رواية : اللهم إن كان
ما يقول محمّد حقا ـ فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فو الله ما
بلغ باب المسجد حتى رماه الله بحجر من السماء ، فوقع على رأسه وخرج من دبره ،
فمات. وأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سائِلٌ
بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ) الآية » [١].