responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 8  صفحه : 256

وقد رواه السيد جمال الدين المحدث الشيرازي كما عرفت.

وعرفت أيضا قول السيوطي : « أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول صلّى الله عليه وسلّم قال : إنّ الله بعثني رسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي ، فوعد ربي لأبلغنّ أو ليعذبني ، فأنزلت ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ).

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : لمّا نزلت ( بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) قال رسول الله : يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس! فنزلت ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ) [١].

وما رواه ابن مردويه وغيره يفسر هذا الحديث ، لأن « الحديث يفسر بعضه بعضا » كما تقرر في علم أصول الحديث. ونص عليه الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري في شرح صحيح البخاري ) وقد تقدم ذكر عبارته سابقا.

فإن قيل : إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يحذر تكذيب الكفار والمشركين لا الصحابة.

قلنا : إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أمر بتبليغ هذه الرسالة إلى المسلمين ، وقد كان الحاضرون في يوم الغدير كلهم مسلمين وصحابة له ، ومتى كان الكفار موجودين في الغدير حتى يخاف صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكذيبهم؟!

فإن قيل : فقد كان من بين الصحابة منافقون.

قلنا : فذلك ما نقول به ، وقد كان أكثرهم كذلك ، ولو كانوا أقل من المؤمنين به والمخلصين له لما خاف وضاق بالتبليغ ذرعا ، ولما قال : « يا رب إنما أنا واحد كيف أصنع يجتمع علي الناس » ، على أن اللفظ الذي رواه المحدث وابن مردويه صريح في أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يخاف صحابته المسلمين الذين وصفهم بأنهم حديثو عهد بالجاهلية ، ولو كان الذين يحذرهم كفرة لما وصفهم بهذا


[١] الدر المنثور ٢ / ٢٩٨.

نام کتاب : نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 8  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست