وقد تقدّم نص كلام
الشيخ خالد الأزهري من محققي النحاة [١].
وقال رضي الدين
الأسترآبادي ـ وهو من محققي النحاة أيضا ـ في مبحث أفعال القلوب : « ولا يتوهّم أن
بين علمت وعرفت فرقا من حيث المعنى كما قال بعضهم. فإنّ معنى علمت أن زيدا قائم
وعرفت أن زيدا قائم واحد ، إلاّ أن عرف لا ينصب جزئي الاسمية كما ينصبهما علم ، لا
لفرق معنوي بينهما ، بل هو موكول إلى اختيار العرب ، فإنهم قد يخصّون أحد
المتساويين في المعنى بحكم لفظي دون الآخر ».
وقال أيضا ـ بعد
أن ذكر إلحاق أفعال عديدة بصار : « وليس إلحاق مثل هذه الأفعال بصار قياسا بل
سماعا ، ألا ترى أن انتقل لا يلحق به مع أنه بمعنى تحوّل ».
٨ ـ من أمثلة عدم قيام أحد
المترادفين مقام الآخر
لقد مثّل البهاري
لعدم الجواز بأن « دعا » لا يقوم مقام « صلّى » ، وعرفت أنّ « عرف » لا يقوم مقام
« علم » وأن « انتقل » لا يقوم مقام « تحوّل ».
لكن أمثلة امتناع
قيام أحد المترادفين مقام الآخر كثيرة جدّا ، إلاّ أن الوقوف على طرف منها يستلزم
التتبع لكلمات علماء الفن ومعرفة اللغات والألفاظ ، والرازي وأتباعه بعيدون عن ذلك
، ونحن نشير هنا إلى بعض تلك الأمثلة والموارد :
فمنها : الفروق
الموجودة بين « حتى » و « إلى » مع أنهما متساويان في الدلالة على الغاية ، كدخول
« إلى » على المضمر بخلاف « حتى » ، ووقوع الأول في موضع الخبر مثل : والأمر إليك
، بخلاف الثاني ...
ومنها : الفروق
بين « الواو » و « حتى العاطفة » وهي ثلاثة فروق كما في ( مغني