نوح
بن قيس أبو روح الحداني البصري
المتوفى سنه (١٨٣).
أخرج حديثه ابن المغازلي حيث قال : «
أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيدالله بن العلاف البزار إذنا ، قال : أخبرنا عبد السلام
بن عبد الملك بن حبيب البزار قال : أخبرنا عبدالله بن محمد بن عثمان قال : حدثنا
محمد بن بكر بن عبد الرزاق ، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال : حدثني
مسلم بن إبراهيم ، حدثنا نوح بن قيس الحداني ، حدثنا الوليد بن صالح عن امرأة زيد
بن أرقم قالت :
أقبل نبيّ الله من مكة في حجة الوداع ،
حتى نزل صلّى الله عليه وسلّم بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بدوحات ، فقم ما
تحتهنّ من شوك ، ثم نادى : الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم في يوم شديد الحر ، وإنّ منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة
الرمضاء ، حتى انتهينا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصلى بنا الظهر ، ثم
انصرف إلينا فقال : الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن
هدى ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمّدا عبده ورسوله ـ أما بعد :
أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر
إلاّ نصف من عمر من قبله ، وإنّ عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وإني قد
أسرعت في العشرين ، ألا وإنّي يوشك أن أفارقكم ، ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون ،
فهل بلّغتكم؟ فما ذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد
أنك عبدالله ورسوله ، قد بلّغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره وعبدته حتى
أتاك اليقين ، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته.
فقال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ
الله لا شريك له ، وأن محمّدا عبده