ولقد اعتنى
علماؤهم بمؤلفات الحافظ ابن الجزري فرووها بأسانيدهم ، ويتجلى ذلك بمراجعة رسالة (
أصول الحديث ) و ( كفاية المتطلع ) و ( حصر الشارد ) وغيرها ... وقد عبروا عنه في
أسانيدهم وطرقهم بـ « الحافظ ».
وقال الكاتب
الجلبي ـ حيث ذكر الحصن الحصين لابن الجزري ـ : « وهو من الكتب الجامعة للأدعية
والأوراد والأذكار الواردة في الأحاديث والآثار ، ذكر فيه أنه أخرجه من الأحاديث
الصحيحة ، وأبرزه عدة عند كل شدّة. ولما أكمل ترتيبه طلبه عدوّه وهو تيمور ، فهرب
منه مختفيا تحصن بهذا الحصن ، فرأى سيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم ـ جالسا على
يمينه وكأنّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول له : ما تريد؟ فقال : يا رسول الله!
أدع لي وللمسلمين ، فرفع يديه ثم مسح بهما وجهه الكريم ، وكان ذلك ليلة الخميس
فهرب العدو ليلة الأحد ، وفرّج الله سبحانه وتعالى عنه وعن المسلمين ، ببركة ما في
هذا الكتاب » [١].
٣. الحافظ السيوطي
* الذي بالغ
الشعراني في ( لواقح الأنوار ) في تعظيمه ، ووصفه المناوي بـ « الحافظ الكبير
والامام الشهير » والعزيزي بـ « الإمام العلامة مجتهد عصره وشيخ الحديث » والشامي
صاحب السيرة بـ « شيخنا حافظ الإسلام بقية المجتهدين الأعلام » ، وهو ممن يفتخر
شاه ولي الله باتصال أسانيده إليه ، وبذلك يتباهى ( الدهلوي ) أيضا ويثني عليه في
رسالة ( أصول الحديث ) * فإنّه قال ما هذا لفظه :
«
حديث « من كنت
مولاه فعلي مولاه » أخرجه
الترمذي عن زيد بن أرقم ،