فظهر ـ من كلمات
طلحة والزبير وسائر المسلمين ـ أولوية أمير المؤمنين عليهالسلام بالخلافة ، لكونه أقربهم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٨ ـ ذكر النبي القرابة في أدلة
الامامة
قال
الحافظ السيوطي : « أخرج الطبراني عن ابن عباس رضياللهعنه قال : لما
أقبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غزوة حنين أنزل عليه ( إِذا جاءَ
نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ )
إلى آخر القصة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا علي بن أبي طالب يا فاطمة
بنت محمّد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبحان
ربي وبحمده واستغفره ، إنه كان توابا.
ويا
علي ، إنه يكون بعدي في المؤمنين الجهاد. قال : على ما نجاهد المؤمنين الذين
يقولون آمنا؟ قال : على الإحداث في الدين إذا عملوا بالرأي ولا رأي في الدين ،
إنما الدين من الرب أمره ونهيه ، قال علي : يا رسول الله ، أرأيت إن عرض لنا أمر
لم ينزل فيه القرآن ولم يمض فيه سنة منك! قال : تجعلونه شورى بين العابدين من
المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة ، فلو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحد أحق منك لقدمك
في الإسلام وقرابتك من رسول الله وصهرك ، وعندك سيدة نساء العالمين ، وقبل ذلك من
كان من بلاء أبي طالب ، ونزل القرآن وأنا حريص أن أراعي في ذلك » [٢].
فظهر أنه لم يكن
أحد أحق بالخلافة من علي عليهالسلام الحائز لهذه الصفات ، ومنها القرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فالقرابة من
الأمور التي تستلزم الامامة والخلافة ، فما ذكره المتعصبون في إنكار ذلك واضح
البطلان.