« وأما تفضيله على
آدم عليهالسلام ، فمن قوله صلّى الله عليه وسلّم : كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وآدم
فمن دونه من الأنبياء يوم القيامة تحت لوائي.
ولقوله : إني أوّل
شافع ، وإني أوّل مشفع ، وإني أوّل من تنشق الأرض عنه » [٣].
١٣
ـ وقال محمّد بن يوسف الشامي :
« ويستدل بخبر
الشعبي وغيره ـ مما تقدم في الباب السابق ـ على أنه صلّى الله عليه وسلّم ولد نبيا
، فإن نبوته وجبت له حين أخذ منه الميثاق حيث استخرج من صلب آدم ، فكان نبيا من
حينئذ ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك ، وذلك لا يمنع كونه نبيا ،
كمن يولى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل ، فحكم الولاية ثابت له من حين
ولايته وإن كان تصرفه يتأخر إلى حين مجيء الوقت ، والأحاديث السابقة في باب تقدم
نبوته صريحة في ذلك ».
« اعلم أن الله
سبحانه وتعالى لما أراد إيجاد خلقه أبرز في الحقيقة المحمدية من أنواره الصمدية في
حضرته الأحمدية ، ثم سلخ منها العوالم كلها علوها وسفلها على ما اقتضاه كمال حكمته
وسبق في إرادته وعلمه.
ثم أعلمه تعالى
بكماله ونبوته وبشره بعموم دعوته ورسالته ، وبأنه نبي