وإذا عرفنا رواة هذا
الحديث ، وصحّة غير واحدٍ من طرقه في كتب القوم المعروفة المشهورة ، فلا نعبأ بقول
ابن تيميّة في جواب العلاّمة الحلّي : « إنّ هذا باطلٌ عن ابن عبّاس ، ولو صحّ عنه
لم يكن حجّة إذا خالفه من هو أقوى منه » [١].
فقد ظهر أنّ هذا الحديث
صحيح ، فهو حجّة ، وبه يتمّ الاستدلال ، لأنّ هذه الفضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنين
عليهالسلام من الصحابة ، فيكون هو الإمام
، ومن ادّعى خلاف من هو أقوى منه ، فعليه البيان! وعلى فرض وجود المخالف ، فهو ممّا
تفرّد به الخصم ، وهذا حديث صحيح متّفق عليه بين الطرفين ، فكيف يكون الحديث المخالف
المزعوم أقوى؟
* ابن روزبهان
وابن روزبهان في ردّه
على العلاّمة الحلّي ، لم ينكر وجود الحديث في الباب ، ولم يناقش في سنده ، قال : «
هذا الحديث جاء في رواية أهل السنّة ، ولكنْ بهذه العبارة : سبّاق الأُمم ثلاثة ، مؤمن
آل فرعون ، وحبيب النجّار ، وعلي ابن أبي طالب ».