وقال ابن تيميّة في
مواضع من كتابه بعدم جواز تولية المفضول مع وجود الأفضل [٤].
وقال محبّ الدين الطبري
: « قولنا : لا ينعقد ولاية المفضول عند وجود الأفضل » [٥].
وكذا قال غيرهم ...
ولا حاجة إلى ذكر كلماتهم.
وإلى هذا الوجه أشار
العلاّمة الحلّي في كلامه السابق.
وقال المحقّق نصير
الدين الطوسي في أدلّة أفضليّة أمير المؤمنين عليهالسلام : « ووجوب المحبّة
».
فقال العلاّمة بشرحه
: « هذا وجه تاسع عشر وتقريره : إنّ عليّاً عليهالسلام كان محبته ومودّته
واجبة دون غيره من الصحابة ، فيكون أفضل منهم. وبيان المقدّمة الأُولى : إنّه من أولي
القربى ، فتكون مودّته واجبة ، لقوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )[٣].
٤ ـ وجوب المحبّة المطلقة يستلزم
العصمة
وأيضاً : فإنّ إطلاق
الأمر بمودّتهم دليل على عصمتهم ، وإذا ثبتت العصمة ثبتت الإمامة ، وهذا واضح.
أمّا أنّ إطلاق الأمر
بمودّتهم ـ الدالّ على الإطاعة المطلقة ـ دليل على عصمتهم ، فيكفي فيه كلام الفخر الرازي
بتفسير قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )[٤].