وإذ قد ثبت صحة
هذا الحديث وما مرّ عليك ممّا ينوط به لفظا ومعنى ودلالة ، وانضمت اليه آية
التطهير بتفسيرها التي يدل عليها الأحاديث الصحيحة فلا وجه لان يمتري من له أدنى
انصاف في أن من صدق عليهم هذا الحديث والآية من غير شائبة ، وهم الأئمة الاثنا عشر
من أهل البيت وسيدة نساء العالمين بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أم الأئمة
الزهراء الطاهرة ، على أبيها وعليها الصلاة والسلام ، لا شائبة في كونهم معصومين ،
كالمهدي منهم عليهالسلام بما يخصه من حديث قفاء الأثر وعدم الخطأ على ما تمسك به
الشيخ الأكبر رضياللهعنه » [١] ...
٢ ـ تحريف زيد بن أرقم الحديث
وبعد الاطلاع على
هذا الكلام المتين ، لا بد من التنبيه على أن ما جاء في صحيح مسلم من لفظ حديث
الثقلين الذي اغتر به ابن تيمية ، انما كان تصرفا وتحريفا من زيد بن أرقم عند
إلقاء الحديث الى يزيد بن حيان والحصين بن سبرة وعمرو بن مسلم ، وهذا غير مستبعد
من مثل زيد بن أرقم الذي كتم حديث
: « من كنت مولاه » عند ما استشهد به أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، كما
أسلفنا ذلك في مجلد حديث الغدير ، حتى ابتلاه الله بما دعا (ع) عليه به في دار
الدنيا ، والآخرة أدهى وأمر. بل عدم وجود « من كنت مولاه » في حديث الثقلين برواية
مسلم ـ رغم كون سياقه شارحا لقضية الغدير ـ يؤيد ذلك ، مع ان تفسيره لفظ « اهل
البيت » في هذا الحديث بـ « كل من حرم عليه الصدقة » انما هو تفسير من عنده ،
ولذلك قال الحافظ الكنجي الشافعي بعد حديث زيد ابن أرقم ما نصه :
« قلت : ان تفسير
زيد « أهل البيت » غير مرضى ، لأنه قال :
[١] دراسات اللبيب
في الاسوة الحسنة بالحبيب ٢٣١ ـ ٢٢٧.