ان
حديث : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » حديث أعرض عنه البخاري ومسلم ولم يخرجاه في الصحيحين.
واعراضهما عن حديث دليل في رأي جمهور أهل السنة على وضعه ، وقد أوردنا شطرا من كلماتهم
الصريحة في ذلك في مجلد ( حديث الطير ) في رد حديث الاقتداء.
٦ ـ انه مقدوح سندا
انه لو تتبع
الخبير سند حديث : «
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء ... » لوجد رجاله مجروحين مطروحين عند نقاد أهل السنة ورجال الحديث ، وعلى ذلك فان
دعوى صحته باطلة.
هذا واني ناقل هذا
الحديث أولا من ( سنن أبي داود ) و ( سنن الترمذي ) و ( سنن ابن ماجة ) ثم أذكر
أقوالهم في رجاله :
قال
ابو داود : « حدثنا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم ناثور بن يزيد حدثني خالد بن
معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر ، قالا : أتينا
العرباض بن سارية ـ وهو ممن نزل فيه قوله تعالى : ( وَلا عَلَى الَّذِينَ
إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) ـ فسلمنا وقلنا : أتيناك زائرين
وعائدين ومقتبسين.
فقال العرباض : صلّى بنا رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ،
ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كان هذه موعظة مودع فماذا تعهد
إلينا؟ فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشيا ، فانه من
يعيش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة
بدعة ، وكل بدعة ضلالة » [١].