ان مفاد قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «
ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي » هو وجوب اتباع أهل البيت عليهمالسلام ، فانه صلىاللهعليهوآلهوسلم فرض على الامة ذلك لئلا يضلوا بعده وينقلبوا على أعقابهم
خاسرين ، ولا ريب ان فرض الاتباع بهم دليل متين وبرهان رضين على إمامتهم وخلافتهم
، ولذلك فإنهم ضلوا وتاهوا عند ما لم يسلموا اهل البيت عليهمالسلام الخلافة والامامة
، مخالفين للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منقلبين على أعقابهم كما يقول الله عز وجل.
قال المناوى في
شرحه : « وفي هذا مع قوله أو لا « انّى تارك فيكم » تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن
معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في الدين ... » [١]
وبمثله قال
الزرقانى ثم قال : « وأكد تلك الوصية وقواها بقوله : فانظروا بما تخلفوني فيهما
بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسرونى أولا فتسيئوني » [٢].
وقال القاري في
شرحه : « قال ابن الملك : التمسك بالكتاب العمل بما فيه وهو الائتمار بأوامر الله
والانتهاء بنواهيه ، ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم ... » [٣].
وبمثله قال
السهارنپوري في ( المرافض ).
وقد صرح بما ذكر
من دلالة حديث الثقلين الشيخ ثناء الله پانى پتى في خاتمة كتابه ( سيف مسلول ) بعد
اثبات امامة الأئمة الاثني عشرية بالكشف والإلهام فقال : « ويمكننا استنباط هذا
المدعى من كتاب الله وسنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ايضا ، قال الله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ). وجه الاستنباط
هو : ان الأنبياء السابقين كانوا يقولون :