وقال عبد العزيز
الدهلوي في الباب الحادي عشر من ( التحفة ) في بيان أنواع أوهام الشيعة على زعمه :
« النوع الثالث ـ أن يكون المطلوب شيئا ، ونتيجة الاستدلال شيئا آخر ، لكنّهم
يتوهّمون ويجعلونها عين المطلوب لكمال القرب والمجاورة بينها وبين المطلوب ، وعلى
هذا الأساس يتم أكثر استدلالات الشيعة ، كما تقدّم بالتفصيل في مباحث الإمامة ، من
ذلك : أنّ الأمير باب مدينة العلم ، وكل من كان باب مدينة العلم فهو الامام ، ومن
جهة أنّ الامام رئيس الأمة ، والباب له رئاسة الدار بوجه من الوجوه ، وإذا كان
الأمير الباب فهو الإمام.
والحال أنّ كونه
باب مدينة العلم أمر ، وكونه الامام أمر آخر ، وليس بين الأمرين اتّحاد ولا تلازم
».
أقول
: وهذا الكلام
مرفوض ومردود بوجوه كثيرة. نكتفي هنا بإيراد بعضها :
أحدها
: دعوى عدم تفرقة
الشيعة بين المطلوب والنتيجة زعم فاسد ، فإنّ الشيعة أجلّ شأنا وأعظم قدرا من ذلك
، كما ستراه عمّا قريب بعون المنعم المثيب.
والثاني
: دعواه أنّ أكثر
استدلالات الشيعة من هذا القبيل ، دعوى كاذبة ، ويكفيك مراجعة استدلالاتنا في
المواضع المختلفة من مباحث الامامة
والثالث
: ما ذكره حول
استدلال الشيعة بحديث أنا مدينة العلم باطل ، فقد عرفت من بحوث كتابنا هذا حول
حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » سندا ودلالة ، متانة استدلالاتنا ، وتماميّة
دلالة هذا الحديث على مطلوبنا.
والرابع
: إنّ طريق استدلال
الشيعة بحديث مدينة العلم موجود ومضبوط في كتبها ، وليس طريق الاستدلال المبهم
والمجمل الذي نسبه ( الدهلوي ) إليهم