وقال الشيخ عبد
الحق الدهلوي في تأويل حديث : « أنا دار
الحكمة » ما نصه :
« قوله : أنا دار الحكمة وعلي بابها. قيل : لا شك أنّ العلم قد جاء منه صلّى الله عليه وسلّم من
قبل باقي الصحابة ، وليس بمنحصر في علي المرتضى رضياللهعنه ، فلا بدّ أن يكونوا أبواب العلم ، لكن لا بدّ للتخصيص من
وجه ، بأن يكون متميّزا من سائر الأبواب بالسّعة والفتح والعظمة ونحوها ، والله
أعلم » [١].
أقول
: وما ذكره مردود
من وجوه :
أحدها
: دعوى مجيء العلم
من قبل باقي الصحابة باطلة بالضّرورة ، فقد كان في الصحابة من لا حظّ له من العلم
ولا كلمة ، وعليك بمراجعة أسامي الصحابة في ( الإستيعاب ) و ( أسد الغابة ) و (
الإصابة ) وأمثالها ليتّضح لك واقع الأمر.
والثاني
: إنه لا يكفي نقل
شيء من العلم عن رجل لأن يكون بابا للعلم ، لما قرّرنا بالتفصيل من أنّ باب مدينة
العلم محيط بجميع علم المدينة ، وتحقّق هذه المرتبة لجميع أفراد الأصحاب من
المستحيلات.
والثالث
: إنه ليس كلّ ما
نقل عن كلّ صحابي بعلم ، فبعض ما يرويه أهل السنّة عن الصحابة وأودعوه في أسفارهم
وجوامعهم ليس بعلم ، فإنّ كثيرا من الأشياء المنقولة عندهم تكذّبها الآيات
القرآنية وأحاديث اهل بيت العصمة عليهمالسلام بصراحة ، ومن الواضح أنّ نقلة هكذا أشياء لا يعدّون علماء
ولا