وقال ابن حجر المكي في مبحث أعلمية أبي
بكر بزعمه : « لا يقال : بل علي أعلم منه للخبر الآتي في فضائله : أنا مدينة العلم
وعلي بابها. لأنا نقول : سيأتي أن ذلك الحديث مطعون فيه ، وعلى تسليم
صحّته أو حسنه فأبو بكر محرابها ، ورواية : فمن
أراد العلم فليأت الباب لا تقتضي الأعلمية
، فقد يكون غير الأعلم يقصد لما عنده من زيادة الإيضاح والبيان والتفرغّ للناس ، بخلاف
الأعلم. على أنّ تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس
: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها.
فهذه صريحة في أنّ أبا بكر أعلمهم ، وحينئذ
فالأمر بقصد الباب إنما هو لنحو ما قلناه ، لا لزيادة شرفه على ما قبله ، لما هو
معلوم ضرورة أن كلا من الأساس والحيطان والسقف أعلى من الباب. وشذّ بعضهم فأجاب
بأنّ معنى : وعلي بابها. أي من العلو ، على حدّ قراءة : هذا صراط علي مستقيم ،
برفع علي وتنويه ، كما قرأ به يعقوب » [١].
علي الأعلم لحديث مدينة العلم
أقول : إنّ حديث
مدينة العلم يدل على أعلميّة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام كما سبق تقريره منّا ، فهو أعلم الخلائق بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى الملائكة
المقربين والأنبياء والمرسلين ، فهذه دلالة حديث
« أنا مدينة العلم وعلي بابها » ، وقد شهدت بذلك كلمات كثير من أعلام أهل السنّة ، وكان منها عبارات ابن حجر
المكي نفسه في كتابه ( المنح المكية ) ، فمن الغريب بعدئذ دعواه في