وتثنية اليد مبالغة
في الردّ ، ونفي البخل عنه واثبات لغاية الجود ، فإنّ غاية ما يبلغه السخي من ماله
أن يعطيه بيديه ، ولا يريد حقيقة اليد والجارحة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
) [٣].
وروى الشيخ الصدوق قدسسره بسنده عن المشرقي ،
عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
قال : سمعته يقول : ( بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ )
، فقلت له : يدان هكذا ـ وأشرت بيدي إلى يديه ـ فقال : ( لا ، لو كان هكذا لكان
مخلوقاً ) [٤].
( نوفل ـ المغرب ـ ٢٦ سنة )
العلوّ لله بمعنى العلوّ في القدرة :
س
: المرجو من سماحتكم تفسير العلو لله في قوله تعالى : ( أَأَمِنتُم
مَّن فِي السَّمَاء )[٥] ، وشكراً جزيلاً.
ج : قال السيّد المرتضى قدسسره ـ في بحثه عن الآية
الكريمة ، والخبر الوارد عن سؤال النبيّ صلىاللهعليهوآله
للجارية ( أين الله )؟ فقالت : ( في السماء ) ـ : ( وقولها ـ في السماء ـ فالسماء
هي الارتفاع والعلوّ ، فمعنى ذلك أنّه تعالى عال في قدرته ، وعزيز في سلطانه ، لا
يبلغ ولا يدرك ، ويقال سما فلان يسمو سموّاً ، إذا ارتفع شأنه وعلا أمره.
وقال تعالى : (
أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ ) الآية ، فاخبر تعالى بقدرته وسلطانه
وعلوّ شأنه ونفاذ أمره ـ إلى أن يقول ـ : وكلّ معاني السماء التي تتصرّف وتتنوّع
ترجع إلى معنى الارتفاع والعلوّ والسمو ، وإن اختلفت المواضع التي أجريت هذه
اللفظة فيها ، وأولى المعاني بالخبر الذي سُئلنا عنه ما تقدّم من معنى العزّة
وعلوّ الشأن والسلطان ، وما عدا ذلك من المعاني لا يليق به