مع أنّ محمّد بن الحسن بن الوليد
وتلميذه الشيخ الصدوق طعنا فيه ، وقالا : هو من وضع محمّد بن موسى السمّان ، وهو ـ
السمّان ـ وإن كان من رجال نوادر الحكمة ، إلاّ أنّ ابن الوليد وابن بابويه وأبا
العباس بن نوح استثنوا جماعة كان منهم السمّان.
وقد قال فيه ابن الغضائريّ قدسسره : ضعيف يروى عن
الضعفاء ، كما حكى عن جماعة من القمّيّين الطعن عليه بالغلوّ والارتفاع.
وما ذكر في الدفاع عن كتاب زيد من قول
ابن الغضائريّ لا يصلح للردّ ، إذ أن ابن الغضائريّ عقّب على إعراض ابن الوليد ، وتلميذه
الشيخ الصدوق عن كتاب زيد النرسيّ ، وكتاب زيد الزرّاد ، وطعنهما فيها بقوله : غلط
أبو جعفر ـ يعني الصدوق ـ في هذا القول ، فإنّي رأيت كتبهما مسموعة من محمّد ابن
أبي عمير [١].
وهذا لا ينفي أن
يكون لزيد النرسيّ كتاب رواه ابن أبي عمير ، وآخر وضعه محمّد بن موسى السمّان ، فكان
ما رواه ابن أبي عمير هو الذي رآه ابن الغضائريّ ، وما وضعه السمّان هو الذي رآه
الشيخ الصدوق ، فيكون كلّ من الشيخين على حجّته.
ومن المحتمل قويّاً أنّ الكتابين اختلطت
أحاديثهما أو بعضها ، فكان من أحاديث السمّان هذا الحديث وأضرابه.
ولنختم الكلام بحديث يفنّد هذا الحديث
وما شاكله ، رواه الشيخ الكلينيّ قدسسره
بسنده عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ عن أبي إبراهيم عليهالسلام
قال : وقد ذكر عنده قوم يزعمون أنّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ، فقال عليهالسلام : ( إنّ الله لا ينزل ،
ولا يحتاج إلى أن ينزل ، إنّما منظره في القرب والبعد سواء ،