وقوله عليهالسلام
: ( كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة ، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ) [١].
وقوله عليهالسلام
: ( ما أتاكم عنّا من حديث لا يصدّقه كتاب الله فهو باطل ) [٢].
وقوله عليهالسلام
: ( إذا ورد عليكم حديث ، فوجدتم له شاهداً من كتاب الله ، أو من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلاّ فالذي
جاءكم به أولى به ) [٣].
وقوله عليهالسلام
لمحمّد بن مسلم : ( يا محمّد ، ما جاءك من رواية من برّ أو فاجر توافق القرآن فخذ
بها ، وما جاءك من رواية من برّ أو فاجر تخالف القرآن فلا تأخذ بها ) [٤] ، إلى غير ذلك من الأحاديث الآمرة بعرض
كلّ حديث على كتاب الله وسنّة نبيّه.
ثمّ إنّ هذا الحديث وأضرابه ممّا يوهم
القول بالتجسيم أو صريح فيه ، لا يمكن إقراره ولا الأخذ به لمخالفته لكتاب الله ، وهو
شاهد ناطق بأنّه جلّ وعلا ( لاَّ تُدْرِكُهُ
الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )[٥]
، وأنّه تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )[٦]
، وقوله تعالى : ( أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ )[٧]
وغير ذلك ، ممّا ورد في آيات الذكر الحكيم في كمال صفاته جلّ وعلا ، وإحاطته بكلّ
شيء ، فلا يحويه شيء.
ولقد قال مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام : ( أوّل الدين معرفته ،
وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ،
وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ،