وهذا لا يعني إطلاقاً أحقّية من نصّبوا
أنفسهم خلفاء للمسلمين ، كما لا يعني صلح النبيّ صلىاللهعليهوآله
مع المشركين في الحديبية أصحّية وأحقّية مشركي قريش ، فتأمّل.
ومن ذلك يظهر لك : أن لا معنى لسؤالك
لنا ، بألاّ يسع الشيعة ما وسع علي!! فأنّ الكلام في أحقّية منصب الخلافة لمن يكون
، لا من تسنّم هذا المنصب فعلاً.
ثمّ إنّ الظاهر أنّ الأُمور اختلطت عليك
نتيجة لما في ذهنك من عقائد أهل السنّة ، فتبني الإشكال عليها ، إذ نحن لا نعتقد
أنّ الله تعالى أوكل أمر الخلافة والإمامة للناس ، حتّى إذا بويع أحدهم أصبح خليفة
، بل نعتقد أنّ أمر الإمامة والخلافة بيد الله وحده ، ليس لبشر خيرة فيه ، وعدم
تسلّم الإمام زمام السلطة والحكم فعلاً لا يسقط حقّه منها ، كما أنّ عدم الإيمان
بالنبيّ صلىاللهعليهوآله
لا يلغي نبوّته ، فلاحظ وتأمّل!!
وبعبارة أُخرى : إنّا نقول : نعم إنّ
عليّاً عندما بايع أبا بكر كان على الحقّ ، إذ إنّه بايعه مضطرّاً ومكرهاً حفظاً
للإسلام ، ولا يعني ذلك أنّ الحقّ في الإمامة ذهب إلى أبي بكر ، أو أنّ الإمام
أسقط حقّه وأعطاه لأبي بكر.
ونقول أيضاً : بعد أن ثبتت عصمة الإمام عليهالسلام ، فإنّ كلّ أفعاله
تكون صحيحة مطابقة لشرع الله ، فبعد أن ثبتت صحّة الحديث ( علي من الحقّ ، والحقّ
مع علي ، يدور معه كيفما دار ) المثبت لعصمة الإمام عليهالسلام
، يجب أن نحمل كلّ أفعاله على الصحّة ، لا أن نرد الحديث بفعل من أفعاله ، نظنّ
نحن أنّه لم يكن فيه على صواب ، فإنّ هذا أكل من القفا.
( حسين حبيب عبد الله ـ
البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )
أُكره الإمام علي عليها :
س
: هل الإمام علي عليهالسلام بايع أبا بكر أم لم
يبايع؟ وإذا بايع أفلا يعدّ ذلك اعتراف بخلافة أبي بكر؟