نام کتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 3 صفحه : 354
وحدها الصحيحة ،
وليس ما يرويه مسلم قرآناً حتّى يُقاس ويُعرض عليه جميع ما سواه ، بل حاله حال
غيره من الأحاديث الصحيحة ، ولا يقدّم على غيره إلاّ لثبوت صحّته عندكم بمجرد
رواية مسلم له ، فلا يحتاج إلى بحث في سنده.
وأمّا غيره من الأحاديث فنحتاج في
تصحيحها إلى مراجعة السند ، فإذا صحّ السند في أيّ رواية فهي توازي رواية مسلم ، إن
لم تقدّم عليها أحياناً ، وهذا متّفق عليه. هذا كلّه في الخبر الواحد ، وأمّا في
التواتر ـ كما في حديث الثقلين ـ فلا تصل النوبة إلى آحاد الأسانيد ، فلاحظ.
فالروايات الصحيحة والمتواترة تنصّ على
التمسّك بالكتاب والعترة ، لأنّهما خليفتا رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وأنّهما عاصمان من الضلال ، والآخذ بهما مهتدٍ ، أمّا الآخذ بغيرهما ، أو التارك
لأحدهما فهو في ضلال مبين.
ورواية مسلم ناقصة قطعاً ، لأنّها لا
تحتوي على بعض المقاطع المهمّة ، التي بيّن زيد بن أرقم أنّه سوف لن يرويها خوفاً
، فقد قال في بداية حديثه للسائلين : فما حدّثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلّفونيه [١] ، واعتذر بكبر سنّه ونسيانه ، فلماذا
ينسى زيد مقطع مثل : ( ما
إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً
) ، أو قوله صلىاللهعليهوآله
: ( وإنّهما لن
يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض )؟ وهو يروي
الحادثة بطولها وتفاصيلها ، خصوصاً أنّ زيداً نفسه بيّن ذلك ـ وفسّر قوله : قد
كبرت سنّي ونسيت بعض الذي أعي من رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فما حدّثتكم فاقبلوا ، ومالا فلا تكلّفونيه ـ في نفس الرواية.
ولكن برواية أحمد لا مسلم ، وبنفس إسناد
رواية مسلم أكملها بحادثة أُخرى تبيّن معنى قوله واعتذاره ، وبراءته من تلك
الأوصاف ، وهو يقول لهم : أنّ عبيد الله بن زياد قد نهاه ، وكذّبه في رواية أحاديث
الحوض ، ورماه ووصفه بأنّه قد خرف ، وإليك نصّ رواية أحمد في مسنده :