كيف لا؟ وهي من البيوت التي أذن الله أن
تُرفع ، ويذكر فيها اسمه ، فإنّ المراد من البيت في الآية هو : بيت الطاعة ، وكلّ
محلّ أُعدّ للعبادة ، فيعمّ المساجد والمشاهد المشرّفة لكونها من المعابد.
ولو لم يكن في الشريعة ما يدلّ على
تعمير المساجد ، وتعظيمها واحترامها ، لأغنتنا الآية بعمومها عن الدلالة على وجوب
تعمير المسجد وتعظيمه ، وإدامة ذكر الله فيه ، لكونه من البيوت التي أذن الله أن
تُرفع.
ومثل المسجد ـ في جهة التعمير والتعظيم
والحفظ ـ المشاهد التي هي من مشاعر الإسلام ، ومعالم الدين.
٤ ـ إقرار النبيّ صلىاللهعليهوآله والصحابة على
البناء ، فإنّه صلىاللهعليهوآله
أقرّ وهكذا أصحابه على بناء الحِجر ، ولم يأمروا بهدمه ، مع أنّه مدفن نبي الله
إسماعيل عليهالسلام
وأُمّه هاجر ، وهكذا إقرارهم على بناء قبر النبيّ إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وبقية قبور
الأنبياء والمرسلين حول بيت المقدس.
ثمّ إقرار الصحابة على دفن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الحجرة التي
توفّي فيها ، وهي مشيّدة بالبناء ، ودُفن الخليفة الأوّل والثاني فيها من بعد
النبيّ صلىاللهعليهوآله
، ولم يأمروا بهدمها ، بل العكس أمرهم بإعمارها دليل قاطع على جواز البناء على
القبور.
٥ ـ الروايات الواردة في كتب الفريقين
عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
في الحثّ على زيارة القبور ، وثواب من زار قبره ، وأنّه صلىاللهعليهوآله زار قبر أُمّه ، ورمّم
قبرها.
( حسين ـ البحرين ـ ٢١ سنة )
أدلّة المانعين وردّها :
س
: ما هي أدلّة الوهابيّة على حرمة البناء على القبور ، وكيف يتمّ الردّ عليها؟
ج : إنّ الأدلّة التي تمسّك بها
الوهابيّون على تحريم البناء على القبور ، هي :
١ ـ إجماع العلماء قائم على عدم جواز
البناء على القبور.