س
: هل صحيح أنّ أمير المؤمنين علي عليهالسلام كان أصلعاً وبديناً ،
كما يروى في الكتب؟ قرأت هذا في وصفه بعدّة كتب من كتبنا ، ولكن لم يدخل إلى عقليّ
أيّ منها.
أرجو
منكم الإفادة ، سائلاً المولى تعالى أن يوفّقكم لما فيه مصلحة دين الله الحقّ ، وهو
مذهب أهل البيت عليهمالسلام.
ج : من ألقاب الإمام علي عليهالسلام المعروفة : الأنزع
البطين.
فالبعض فسّر هذا اللقب على ظاهره اللغوي
، والبعض فسّره بأنّ الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه ، والبطين كناية عن كثرة
العلم والإيمان واليقين ، لا ضخامة البطن ، والدليل على ذلك روايات كثيرة ، وردت
في كتب الفريقين في هذا المجال.
منها قوله صلىاللهعليهوآله
: « يا علي ، إنّ الله قد غفر لك ولذرّيتك ، ولشيعتك والمحبّي شيعتك ، والمحبّي
محبّي شيعتك ، فابشر فإنّك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك ، مبطون من العلم »[١].
ولو حملنا الأنزع البطين على معناه
الظاهريّ فلا أجد في ذلك ما يتنافى مع العقل ، نعم العقل يحكم بأن يكون شكل النبيّ
أو الإمام وظاهره مألوفاً بحيث لا تنفر منه النفوس ، وكم أنزع بطين تألفه النفوس
وتنجذب إليه ، وكم من شخص لا يتصف بهذين الوصفين تبغضه النفوس ولا ترغب في رؤيته
الأعين ، فتأمل.
وتجدر الإشارة إلى عدم التلازم بين كون
الإنسان بطيناً وبين كثرة الأكل ، حيث أن ذلك تابع لطبيعة خلقة الشخص ، فتجد شخصاً
نحيفاً ولا يؤثر كثرة
[١] عيون أخبار
الرضا ١ / ٥٢ ، مسند زيد بن علي : ٤٥٦ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٥٢.