يوجد في شيء من الأصول المصنّفة ، بل هو موجود في الشواذّ من الأخبار [١].
والمراد من الشاذ ـ عند أهل الدراية ـ : ما رواه الثقة مخالفا لما رواه الأكثر [٢] ، وهو مقابل المشهور [٣].
والشاذّ مردود مطلقا عند بعض ، مقبول كذلك عند بعض [٤].
ومنهم من فصّل : بأنّ المخالف له إن كان أحفظ وأضبط وأعدل فمردود ، دون العكس فيتعارضان [٥].
وعن بعض أنّ النادر ما قلّ روايته وندر العمل به [٦]. وادعى أنّه الظاهر من كلام الأصحاب. ولا يخلو من تأمل [٧].
فائدة
قولهم : أسند عنه ، قيل : معناه سمع عنه الحديث ، ولعل المراد على سبيل الاستناد والاعتماد [٨] ، وإلاّ فكثير ممن سمع عنه ليس ممن أسند
[١] التهذيب : ٤ / ١٦٩. [٢] قال ابن الصلاح في المقدمة : ٤٤ : قال الشافعي : ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره ، إنّما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف ما روى الناس. ونظيره في تدريب الراوي : ١ / ٢٣٢ وغيرهما. [٣] كما في الرعاية : ١١٥ ، والوجيزة للبهائي : ٥ ، ونهاية الدراية : ٦٣. [٤] الرعاية : ١١٥. [٥] الرعاية : ١١٥ ، مقدمة ابن الصلاح : ٤٦ ، تدريب الراوي : ١ / ٢٣٤. [٦] مقباس الهداية : ٣ / ٣١.
وقال الشيخ الطريحي في مجمع البحرين ـ ندر ـ : ٣ / ٤٩٠ : والنادر من الحديث في الاصطلاح : ما ليس له أخ ، أو يكون لكنّه قليل جدا ، ويسلم من المعارض ولا كلام في صحته ، بخلاف الشاذ فإنه غير صحيح ، أو له معارض.
[٧] تعليقة الوحيد البهبهاني : ٧. [٨] نقل العلياري في بهجة الآمال : ١ / ١٦١ عن القوانين أنّه قال : ومن أسباب الوثاقة قولهم :