نام کتاب : معجم حفّاظ القرآن عبر التّاريخ نویسنده : محيسن، محمد سالم جلد : 1 صفحه : 306
وكذلك صرح « ابن
الحاجب وابن السبكي » بتحريم القراءة بالشاذ ، واستفتى « الإمام الحافظ ابن حجر
العسقلاني » ت ٨٥٢ هـ عن حكم القراءة بالشاذ فقال : « تحرم القراءة بالشاذ ، وفي الصلاة
أشد » [١].
فإن قيل : متى شذت
القراءات؟ أقول : من يتتبع تاريخ القرآن الكريم يجد أن القرآن نزل منجما على نبينا
محمد صلىاللهعليهوسلم خلال ثلاث وعشرين سنة مدة بعثته عليه الصلاة والسلام. وكان
النبي صلىاللهعليهوسلم يعارض « جبريل » عليهالسلام بالقرآن كل عام في رمضان : وفي العام الذي نقل فيه النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الرفيق الأعلى عارض « جبريل » بالقرآن مرتين. إذا فكل ما نسخ من القرآن
الكريم حتى العرضة الأخيرة يعتبر شاذا.
فإن قيل : من أول
من تتبع القراءات الشاذة؟ أقول : قال « أبو حاتم السجستاني » ت ٢٥٠ هـ : « أول من
تتبع بالبصرة وحده القراءات وألفها وتتبع الشاذ منها فبحث عن إسناده « هارون بن
موسى » الأعور ت ١٩٨ هـ [٢].
فإن قيل : ما حكم
تعلم وتدوين القراءات الشاذة؟ أقول : من يقرأ أقوال العلماء في ذلك يمكنه أن يحكم
بأنه يجوز تعلم القراءات الشاذة وتعليمها نظريا لا عمليا ، حيث لا تجوز القراءة
بالشاذ.
كما يجوز تدوينها
في الكتب ، وبيان وجهها من حيث : اللغة ، والإعراب ، والمعنى. واستنباط الأحكام
الشرعية ، منها على القول بصحة الاحتجاج بها.
كما يجوز
الاستدلال بها على وجه من وجوه اللغة العربية ، كما أن القراءات الشاذة تتضمن
الكثير من اللهجات العربية القديمة. فهي سجل حافل بذلك ، والله أعلم.