وهكذا يريد علي عليهالسلام أن يغرس في
نفوسهم
التطلّع إلى أجر الآخرة ، وينزع عنها حبّ الدنيا وزخرفها ، ولكن النفوس أبت
العدل لما طال بها المقام على نظام الاستئثار على حساب الملايين الجائعة.
ولم يثنِ علي عليهالسلام أي شيء عن
تطبيق
برنامجه الإصلاحي الثوري ، لقد كان موقفاً أصيلاً تمسّك به إلى آخر الشوط ،
مما جعل بعض الأطراف تتصدّى لمحاربته ، لأنها رأت أنه يهدّد مكانتها
الاجتماعية ، ويلغي امتيازاتها الطبقية ، فنقضوا بيعته ، وفارقوا طاعته ،
وشهروا السيوف في وجه الحق والعدل والمساواة التي ينشدها علي عليهالسلام
، أعلنوا الحرب تحت ستار الطلب بدم عثمان في حين كانوا أول الناس تأليباً عليه ، وشمّر علي عليهالسلام
عن ساعد الحرب ، فكان قتال الناكثين والقاسطين والمارقين في الجمل وصفين والنهروان ، كما أخبره سيد المرسلين صلىاللهعليهوآله.
٤
ـ في مجال الحرب :
١ ـ لم يكن علي عليهالسلام في جهاده إلّا
طالباً للاصلاح ، متفانياً من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود ، وإظهار معالم الحقّ.
كتب علي عليهالسلام
إلى عماله ، يستحثّهم على حرب القاسطين في الشام ، فكتب إلى مخنف بن سليم : « سلام عليك ، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله
إلّا هو. أما بعد فإن جهاد من صدف عن الحقّ رغبة عنه ، وهبّ في نعاس