responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود    جلد : 1  صفحه : 214

رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ ... » [١].

الثاني : إنّ الوحي إلى السماوات على الخصوص فيكون فيه رأيان :

إنه تسخير عند من قال إن السماء غير حيّ (ليست حية).

أو أنه نطق ، عند من جعلها حية.

ويرتبط بمعنى الوحي في الآية ما ينطبق على تعبيره تعالى عن ذلك بـ (القول) وتصريفاته منسوبا إليه تعالى متوجها بالخطاب إلى السماء وكذلك إلى الأرض كما في قوله تعالى : «ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ» [٢].

فقد ذهب بعض المفسرين فيما نقله ابن دريد إلى أن القول هنا كان لأهل السماوات والأرض وليس لهما تخصيصا [٣]. وقال آخرون : إن القول هنا تعبير مجازي ، وأنه لا قول على الحقيقة وإنّما المراد دلالة ما جعل فيها. فعن السدي أنه قال : جعل فيها ما أراده من مُلك أو غيره [٤].

ويرى الشريف الرضي أن مثل هذا (القول) في هذه الآية وأمثالها إنّما هو استعارة بلاغية ، لأنّه لا يصح في السماوات والأرض أن تؤمرا أو تخاطبا ، لأنّ ذلك لا يكون إلاّ لمن يعقل فكان المراد من هذه الآيات (الإخبار عن عظيم قدرة اللّه تعالى وسرعة مضي أمره ، ونفاذ تدبيره ، ووقوع أوامره سبحانه من غير معاناة ولا كلفة ولا لغوب ولا مشقة).


[١] سورة الأنفال : ٨ / ١٢.

[٢] سورة فصلت : ٤١ / ١١.

[٣] انظر : جمهرة اللغة ٩ : ١١٢.

[٤] انظر : التبيان / الطوسي ٩ : ١١٢.

نام کتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم نویسنده : الأعرجي، ستار جبر حمّود    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست